Wednesday, April 4, 2007

حركة كفاية تتظاهر من أجل الكاريكاتور الدنماركي

تابعت حركة كفاية بمنتهى الشغف طوال العام الماضي , بل و شاركتهم بعض انشطتهم ذات الصدى الواسع في معظم الاحيان..كان فهمي عنهم اولا انهم مجموعة من المثقفين الذين رفضو الاستكانة و الصموت مثل بقية لا مواطنين هذا الوطن , و هم يقومومن بالتعبير عن رايهم باقوى الوسائل و اظهرها,و من هذا المنطلق تحمست جدا لهم باعتبارهم من صرخ عندما صمت الجميع و توقعت ان ارى بها مفكرين مجددين يريدون لهذا الوطن حرية و حضارة و تقدم, يريدون لهذا الوطن شكلا و بعدا ايا كان . تخيلت انهم قد تشبعوا بافكار تقدمية يسارية او ليبرالية لا يهم, بل حتى لا يهم لو كانت اسلامية مجددة و ليست سلفية وهابية متطرفة. و ان صورة وطنهم في اذاهنهم تختلف تماما عما يجدوها , لهذا هبوا و نطقوا و ناضلوا و تظاهرو و اعتصموا و تجمهروا , و قد أيد ما تجمع لدي من رأي ان منسقهم العام مسيحي و ايضا وجود تيارات ناشئة وسطهم مثل الاشتراكيين الثوريين و تيار الكرامة و غيرهم . توقعت ان يطرحوا فكرا جديا جديدا خلاقا يعبر عن احتياجات هذا الوطن .توقعت ان يكون عدوهم الاول هو سلبية و جهل و تخلف المجتمع , توقعت ان لا تسمح لهم افكارهم و مبادئهم بهدنة مع ما يواجهة هذا الوطن من للاوطنية و اختلال افكار و ضياع الاتجاه..لعمري قد توقعت الكثير, لكن و بعد عام من وجودهم على الساحه و بعد ان اخذوا كل مساحه حتى من الحكومة ليعبروا عن رأيهم..تلخصت كل اهدافهم في رفض حسني مبارك و ابنه و حكومة الحزب الوطني..نعتو مبارك باللص و الفاسد و المزور و المرتشي , و نعتو ابنه بالعقم و العجز الجنسي و التبول اللا ارادي , و زوجته بالتسلط و حب الظهور, و الحكومة بالفساد و عدم الاكتراث لحال المصريين..طالبوا بوظائف و اعانات و ربما بعض ساندويتشات الفول و الطعمية و عزل حسني مبارك .ثم كانت طامتهم الكبرى الاخيرة التي عنيتها في عنوان المقال , و التي سبقتها طامات كثر , من منادة بزوال اسرائيل و زوال امريكا و الوقوف للغرب الكافر حينا و الامبريالي حينا , و رفض حرب العراق لان امريكا عايزة تاخد العالم كله , بل و استعلائهم و رفضهم في الاول لايمن نور و اعتباره عميل و امريكاني و عايز قطم رقبته لانه خطف منهم بعض الضوء الذي تسلطه قناة الجزيرة , ثم تاييدهم له بعد حبسه و بعد ثبوت انه حتى لو كان عميل فهو مقهور. و هجومهم على سعد الدين ابراهيم و تكفيره و على نصر حامد ابو زيد ,و مناصرتهم للمعتقلين الإسلاميين الإرهابيين بل و مناصرتهم بمنتهى الصراحة لإرهابي مثل أبو إسلام أحمد عبدالله المعتقل لدى النظام المصري لتحريضه على العنف و إذدرائه للعقيدة المسيحية , بل ووصل بهم السفه الى مناصرة النظام السوري ضد الضغوط الدولية لكن باستحياء هذه المرة.هل يعلم القارئ عمن اتحدث عن الحركة المصرية من اجل التغيير.و تسالهم بعد كل هذا مالذي تريدون تغييره؟ يقولون بمنتهى الصوت العالي و الصراخ يسقط يسقط حسني مبارك.عندما كنت معهم في مرة سالني احد عساكر الامن المركزي المقهورين ,عايزين مين بدل حسني مبارك؟
فيا حركة كفاية من فم هذا الجندي المواطن المقهور الغير مهتم بناشطكم سوى بانكم تأخرونه عن العوده لبيته.عايزين مين بعد حسني مبارك؟ سوآل يبدو بسيط لكنه كشف لي و بمنتهى السهولة الوجه الحقيقي لتلك الحركةحركة مكونة من و مع احترامي جبناء و مرتعشين الفكر اليساري المصري العظيم , ماركسيون ارتموا في احضان الاسلاميين في شكل ممسوخ مشوه , و عروبيون فقدوا كل ما يمكن ان يقولوه في اي مجال فعوضوا هذا بصراخ عالي الصوت فاقد للمعنى...اكتشفت ان هذه الحركة مكونة من يسار يخجل منه السياريون و ليبراليون ايضا يخجل منهم الليبراليون و طبعا الإسلاميين ..
حركة غوغائية قليلية التهذيب تعبر بالفعل عن امة ضاع فكرها و هويتها و انتمائها و راحت تصرخ في الشوارع مرددة نفس ما تررده الحكومة من أفكار و مبدئ أدت في النهاية لهذه الوضع الذي يريدون هم تغييره الآن . و لكن ربما رأيت بين وجوه هذه الحركة بعضا من المخلصين لفكرهم و المؤمنين به, لكنهم كانو جبناء عن الجهر به فاختارو الجهر بغيره حتى يكتسبوا شجاعة ما فيفكروا بعدها في الجهر بما يكنون.
الوحيدون الذين اثارو اعجابي في هذه الحركة هم اسلاميوها و قد تحررو من ملابسهم القديمة و استعلائهم القديم ايضا و يتعاونون الان بكل اخلاص مع أناس يعلمون عنهم انهم كفار اولاد كفار لكن ما يهم,, التقية التي هي البراجماتية الاسلامية تشفع مثل هذا و أكثر بكثير . كنت اجدهم يخططون و يتحمسون بل و يتعاطفون , و قد كافئتهم الحركة اي مكافأة باعطائهم الشكل الشرعي على انهم معارضة سياسية مصرية عادية فاصبح الاسلاميين سياسين بدلا من مجاهدين او اخذو الشكل السياسي المعارض بفضل تلك الحركة , و ربما كان هذا الغرض من إنشائها لانني اتذكر انها أسست في حزب العمل الاسلامي المحظور..لا اريد ان اتذكر منظر الفتيات اليساريات بملابسهن و شعورهن و هم يجلسون و يصرخون في اجتماعات الحركة داخل مقر حزب العمل و تحوطهم الايات القرآنية و الاحاديث و صور الحرمين و القدس و غيرها .اليسارين ارادو جزئ من الكعكة الاسلامية و الاسلاميين ارادو الشكل السياسي النضالي الذي يجيده اليسارين و لكن نظرا لان الاسلاميين كانو هم الاقوى داخل الحركة ماديا و بشريا فقد كنت الاحظ حالة انبطاح مشينة من اليساريين , و ان كان الاسلاميين قد تركوا لهم القيادة فهم ما فتئوا يذكرونهم بانهم هم الاقوى بأشياء مثل الصراخ بالآذان في المظاهرات او ببعض الهتافات من نوع قادم قادم يا اسلام و غيرها . و لهذا نأى شرفاء الفكر اليساري المصري سواء في حزب التجمع او غيره بنفسهم عن الانضمام لهذا المسخ . فإذا كانت الحكومة ترفض اليسار الان و يقبله الاسلاميين , فسيأتي يوم يقتل فيه الاسلاميين هؤلاء اليساريين الاغبياء الذين ظنوا انه يمكنهم استغفال الاسلاميين و القفز على ظهورهم.و يتظاهرون من اجل الكاريكاتور الدنماركي ,, .ألا سحقا ليسار ينظر للدين بحترام ..لقد وجهت سوآل عن الجندي الغلبان للحركة و هذا سوآل عني أنا لمن يظنون انهم يسارين داخل هذا الحركة المسخ,,

الي اين ستنحدرون بعد هذا يا ارذال اليسار ؟؟

No comments: