في جرنال المصري اليوم محمد سلماوي كان بيتكلم على العروبة و كان كأنه بيرد على نقط كتير كانت في دماغي و دماغ غيري من القوميين المصريين في شكل حوار خيالي بينه و بين صحفي اوربي..
في الاول اتكلم عن شيئ سماه الاعراق المختلفة لشعوب العالم العربي و وصف المصريين بانهم عرقيتهم فرعونية و اللبنانيين عرقيتهم فينيقية و بمنتهى الغرابة قام وصف السودانيين انهم افارقة و المغرب العربي انهم بربر و ده حقيقي فعلا تصنيف عرقي بالنسبة للسودانيين و المغاربة لكن مش بالنسبة للفرعونية و الفينيقية ابدا
و هنا مش عارف ازاي فات عليه ان الفرعونية ليست عرق و كذلك الفينيقية و لكنهم حضارات و ثقافات نشأت و تطورت في العالم القديم و مازلت اطروحاتهم الي بتظهر في اثارهم دلوقتي بتمثل نوع من الاعجاز الزمني و الفكري
حاجة كمان
القوميين المصريين لم يدعو الى استقلال مصر عن فكرة العروبة بناء على ان المصريين اتو من عرق مختلف حتى و ان كان ده حقيقي لان استخدام الاعراق في التفريق بين الشعوب ينزوي تحت اطار العنصرية فبالعكس القوميين المصريين بينظروا بان كل مين بيحب مصر و انتماؤه الاول و الاخير لمصر فهو مصري صميم و بينظرو ايضا بان الحضارة المصرية نفسها عرفت تعدد الاعراق حتى ان ملوك مصر في العديد من الاسر المانيتونية الملكية لم يكونو من اصول مصرية و ليس ادل على كده ان واحد من كبار منظري القومية المصرية حديثا هو شخص مثل الشاعر احمد عبدالمعطي حجازي و طبعا واضح من اسمه ان اصوله ليست مصرية بل بالعكس اصوله عربية حجازية من شبه الجزيرة و مع ذلك هو من هو
و طبعا استخدام سلماوي لفكرة الاعراق لتبرير اي موقف ايا كان حتى لو كان بالنفي فهو اتجاه لا يمكن ان يكون بيعكس اي شيء جيد
و بعدين بيتكلم عن شيء اسمه التجربة المشتركة لشعوب المنطقة و انا بكل امانة متفق معاه في النقطة دي و ان دول منطقة الشرق الاوسط لابد ان يكون بينها نوع اكبر بكتير من الي موجود دلوقتي من التكامل الاقتصادي و الاستعداد لمواجهة العولمة و الرأسمالية الفاشية
لكن
ليه عشان نقف مع بعض لازم نطلع اننا اشقاء و مولودين من بطن واحدة و زمان اتربينا مع بعض و كان ابونا الخليفة بيحبنا اوي كلنا زي بعض و كل الكلام الفارغ الي تاريخيا يمكن بسهولة اثبات فشره
افريقيا مليانة اتحادات اقتصادية قوية و مؤثرة الف مرة على الاقل اكتر من بروتوكلات الجامعة العربية الي لا بتودي ولا بتجيب و نفس الموضوع في جنوب شرق اسيا اتحادات و مناطق اقتصادية بتتصدى للعولمة الطاحنة و منغير ما يطلعو على نفسهم انهم اشقاء , و الاوربيين نفسهم في معمعة اندماجاتهم الاقتصادية و السياسية المسماة بالاتحاد الاوربي لم تتنازل دولة اوروبية واحدة عن مثقال ذرة من اعتزازها بهويتها و قوميتها و اذا مش مصدقيني راجعو مناقشات الدستور الاوربي الي رفضته الشعوب الاوربية لانهم حسوا ان سياسينهم واخداهم الجلالة و قربو يمسو الناحية القومية بتاعة كل دولة فيهم
و احنا هنا مش فالحين غير اننا نقول اننا اخوات و اشقاء و على قلب رجل واحد و دين واحد ولغة واحدة و و و في الاخر ولا حاجة
يا سلام على النفاق و النرجسية, ماهو لو كان كل الكلام ده حقيقي كان زمانا فعلا كوننا الجمهورية العربية و ميبقاش من مستوانا الاتحاد الاوربي
الاناء ينضح بما فيه يا استاذ سلماوي بقولهالك بالعربي بتاعك اهو
و بيقول برضو كلام مفهمتوش الحقيقة بشكل تهكمي عن ان حتى اللغة العربية معادتش موجودة و مفهمومة لمتحدثي اللغة العربية الرسميين فبيقول ان المصري مبيفهمش الجزائري و السوداني مبيفهمش الخليجي و بعدين بغرابة بيرد على نفسه على لسان صاحبه الاوربي و بيقول و فيها ايه
فأبناء روما قد لا يفهمون لغة أبناء صقلية، وبعض الإنجليز قد لا يفهمون لغة الإسكتلنديين أو الأيرلنديين
كأن الاتحاد الاوربي اصلا بتبنيه وحدة اللغة و اختلاف اللهجات لا يضعف منه
هو انا على قد فهمي كنت فاكر ان الاتحاد الاوربي اصحابه بيتكلمو باكتر من عشر لغات و عشرات اللهجات و برضو اتحادات افريقيا و جنوب شرق اسيا و اختلاف اللغة لكان عامل قوة ولا حتى عامل ضعف و لا يشار له اساسا
و مش عارف ليه عاوز يطلع باي طريقة ان الاتحاد الاوربي بتبنيه وحدة اوربية على غرار الوحدة العربية المنتظرة و المزعومة و ده طرح في منتهى الغرابة
عمر الاوربيين ماقول على نفسهم انهم اخوات او اصحاب هوية او قومية واحدة و عمرهم ما نكرو ما كان بينهم من حروب اودت بارواح الملايين و عمر ما قالو ان الاتحاد الاوربي ده هو عودة لامجاد الماضي عندما كانت اوروبا بتحكمها دولة واحدة اي كانت اغريقية ولا رومانية ولا حتى انجليزية ولا فرنسية
الاتحاد الاوربي بتبنيه المصالح المشتركة و انا بأى بقولك يا استاذ سلماوي انه و ان كان الاوربيين فخورين بانجازهم الاقتصادي الوحدوي فانا اوكد لك انهم متضايقين جدا من شبح فكرة وحدتهم الثقافية او وحدة هويهتهم كشعب واحد اوربي و ان الفكرة دي بتنغص عليهم كل انجاز بيحققوه
و القومية العربية ليست فعلا اختراع ناصري و ان كان ناصر هوا الي اداها شكلها و ابعادها الحالية
و بيتكلم عن زعامة مصر و زعامة السعودية و زعامة سوريا و هو ده الموضوع كله بأى و الحدق يفهم و هي دي الرابطة بين القومية العربية و الزعامة المصرية ولا السورية ولا البنجلاديشية فاهمين يا عالم
الله ينور يا عم سلماوي